تكمن خطورة الورقة الموقعة على بياض انها تعد بمثابة تفويض لمن سلمت له هذه الورقة لكتابة البياض اللي فوق التوقيع او الختم او البصمة وبالتالي يكون التوقيع قرينة على موافقة صاحب التوقيع المسبقة ورضائه على هذه البيانات اللي سيتم كتابها بغض النظر عما اذا كانت مكتوبة باليد او بالطباعة او الالة الكاتبة.
والمقصود بالبياض ليس بالضرورة ان تكون الورقة خالية تماما من البيانات لكن قد تكون خالية من بعضها مثل الكمبيالة.
ولا بأس اذا كانت هذه الورقة متعلقة بعقد او ورقة اخرى فيسهل اثبات ما تم الاتفاق على كتابته فوق البياض اما اذا لم يكن الحال كذلك فان المشرع لم يقف مكتوف الايدي ازاء خطورة هذه الورقة خصوصا في المواد غير التجارية حيث لا يجوز الاثبات بشهادة الشهود فيما يخالف او يجاوز ما اشتمل عليه الدليل الكتابي (م40 اثبات) وقرر جريمة وصفها " بخيانة الائتمان " تصل عقوبها الى الحبس لمدة لا تزيد على خمس سنوات والغرامة في حال ثبت ان المسلم إليه هذه الورقة كتب في البياض خلاف المتفق عليه واستعمل الورقة اضرارا بخصمه (م262 جزاء).
المحامي/ ثامر الزعتري
الجمعة، 16 مايو 2014